فصل: الفصل الثاني عشر تشريح عضل العظم اللامي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تشريح القانون (نسخة منقحة)



.الفصل الثاني عشر تشريح عضل العظم اللامي:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وأما العظم اللامي.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
إنا قد تكلمنا في هذه العضلات عند تشريحنا لهذا العظم.
إذ وقع ذلك بسبب أننا تكلمنا هناك في الأشياء التي ترتبط بها ومن جملتها هذه العضلات.
والله ولي التوفيق.

.الفصل الثالث عشر تشريح عضل اللسان:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
أما العضل المحرك للسان.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
إن لسان الإنسان ونحوه يحتاج إلى حركات متفننة.
أما الإنسان فلأجل الكلام ومضغ الطعام. وأما غير الإنسان فإنما يحتاج إلى ذلك لأجل الطعام فقط.
ولذلك وجب أن يكون للسان الإنسان عضلات تحركه الحركات التي يفتقر إليها في ذلك.
ويجب أن يكون منشأ كل واحدة منها من الموضع الذي هو أجود لها.
فالزوج الذي ينشأ من الزوائد السهمية ينشأ من قواعد تلك الزوائد وهو دقيق طويل يتصل به كل فرد منه بجانب من اللسان ويحركه حركة مؤربة فيعرضه بذلك.
أما دقته فلأن للسان للحميته يسهل تحركه عرضًا فيكفي في ذلك أدنى قوة.
وأما طوله فلبعد المسافة بين هذه الزوائد وبين اللسان.
وإنما كان زوجًا لأنه لو كانت واحدة لكانت إذا جذبت اللسان من جانب مال إلى ذلك الجانب من غير أن يستعرض لأن اللسان لخفته يسهل جدًّا تحركه إلى الجوانب.
وأما الاستعراض فإنما يتم بتمدد جرمه.
فتكون حركة الميل أسهل وإنما أنشئ هذا الزوج من هذه الزوائد لأنه لو كان من جانبي الفك لكان ليفه يأخذ من الفك إلى اللسان فيصير الجرم المركب من اللسان ومن ذلك الليف مالئًا لفضاء الفم عرضًا ومانعًا من باقي حركات اللسان لأجل اتصاله بالفك ولو أنشئ من العظم اللامي لكان أخذه على اللسان على الاستقامة فلا يمكن جذبه له إلى كل واحد من الجانبين ولأجل أن هذه الزوائد وراء اللسان ومائلة عنه إلى الجانبين.
لا جرم صار وأما باقي هذه العضلات فلما جاز أن تكون آخذة إلى اللسان على سمت مستقيم من غير توريب لا جرم كان الأولى أن يكون منشؤها من العظم اللامي.
وإنما أنشئ الزوج المطول من أعالي هذا العظم ليكون على محاذاة اللسان في السمك إذ لو كان في مكان أعلى من اللسان لكان يرفعه عند التطويل إلى فوق ولو كان من مكان واحد أسفل منه لكان يحطه حينئذٍ إلى أسفل وإنما جعل اتصاله باللسان في وسطه ليكون إذا تمدد ضغط كل واحد من طرفيه فيبعده عن الآخر ويلزم ذلك طوله وإنما احتيج في اللسان إلى هذه الحركة لأن من الأشياء ما يحتاج الإنسان ونحوه إلى ذوقها من غير إدخالها في الفم وإنما يتم ذلك بإبراز اللسان إليها.
والحية تخرج لسانها مسافة طويلة وبعض الحيات يخرج لسانها مقسومًا باثنين وأما الزوج المحرك على الوراب قلما احتيج فيه أن يكون وضعه مع ميل يسير إلى جانبي اللسان ليكون بين المعرض والمطول احتيج أن يكون منشؤه من ضلعي العظم اللامي اللذين من فوق أحد فرديه من الضلع الأيمن والآخر من الأيسر.
قوله: من الضلع المنخفض من أضلاع العظم اللامي لا يريد بالمنخفض ها هنا السافل لأن الضلعين السافلين اللذين لهذا العظم لا يجاذبان اللسان بل ينزلان عنه فلا يجوز اتصال المحرك على الوراب بهما وأما الزوج الباطح للسان فمنشؤه من الطرف الأعلى من العظم المنتصب من جملة العظم اللامي.
وإنما أنشئ من هناك لأن التحريك المعتد به لهذا الزوج إنما هو لهذا العظم فقط وذلك بأن يجذبه إلى فوق فيكون في مقابلة العضل الجاذبة له إلى أسفل وهي التي من عند القص.
وأما تحريكه للسان فيبلغ من قلته إلى حد فلا يظهر للحس. وهذا الزوج يمتد تحت اللسان في طوله إلى موضع الذقن. وجالينوس جعل هذا الزوج عضلة واحدة مضاعفة. والله ولي التوفيق.

.الفصل الرابع عشر تشريح عضل العنق:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
العضل المحركة للرقبة.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
إن عبارة الكتاب في هذا ظاهرة بينة غنية عن الشرح والله أعلم.

.الفصل الخامس عشر:

والكلام في هذا الفصل يشتمل على ثلاثة مباحث:

.البحث الأول العضلات التي تبسط الصدر:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
العضل المحركة للصدر منها ما.
إلى قوله: وأما العضل القابضة للصدر فمن ذلك ما تقبض.
الشرح:
لما كان التنفس إنما يتم بانبساط يجذب معه الهواء لاستحالة الخلاء وانقباض تندفع معه فضول الروح وما يسخن من الهواء الوارد لأجل ضيق المكان واستحالة تداخل الأجسام فلا بد من عضلات تفعل ذلك ولما كان الغرض بالصدر أن يكون وقاية لما يحويه من القلب والرئة ونحوهما من الأعضاء الكريمة لم يمكن أن تكون عظامه بحيث تزول عن مواضعها عند هذه الحركات وإلا كان يكون تركيبه واهيًا فلا بد وأن تكون هذه الحركات عسرة فلذلك لا بد وأن تكون بعضلات كثيرة جدًّا وخصوصًا وهذا المتحرك وهو الصدر عضو عظيم وهذه العضلات منها ما ينبسط فقط ومنها ما ينقبض فقط ومنها ما يفعل الأمرين.
أما التي تنبسط فقط فمنها ما هي بتحريك الصدر خاصة ومنها ما ليس كذلك.
والثانية: زوج: كل فرد منه مضاعف يتصل أعلاه بالرقبة من قدامها ومنشؤه من أجنحة فقار الرقبة خاصة الثانية منها وتبلغ إلى الإبط وتصير إلى الضلع الخامس وربما ما بين السادس وملتحم بجزء من الخامس بالضلع الأول الذي هو عند الترقوة وهو إلى الاستدارة مع طول وله فعل بجزئه المتصل بالرقبة وهو جذبها إلى قدام وفعل بالأجزاء المتصلة بالصدر وهو بسطه.
وبسط هذا الزوج للصدر ظاهر بين ولا كذلك تحريكه للرقبة فقط.
فلذلك يعد في عضلات الصدر دون عضلات الرقبة وسبب ذلك أنه لما أريد منه بسط الضلع الأول بسطًا ظاهرًا احتيج أن يكون متصلًا بالرقبة حتى إذا تشنج جذب ذلك الضلع إلى فوق وقدام فبسطه وإنما يتم ذلك بقوة قوية فاحتيج أن يكون هذا الزوج عظيمًا متصلًا بالرقبة كلها من قدامها فلزم ذلك أن يكون تشنجه موجبًا لانجذابها إلى أسفل. ولم يكن ذلك مقصودًا منه أو لًا فلذلك لا يكون لها ظاهرًا.
قال جالينوس: وهو يحني الرقبة مع تأريب.
أقول: إن ذلك إنما يكون إذا كان المتحرك أحد فردي هذا الزوج وأما إذا تحركا معًا فإن جذبه للرقبة يكون على الاستقامة وسبب ذلك أن ليفه يتصل من جانبي الفقرات بالأجنحة وينحدر إلى الإبطين فإذا تشنج أحد فرديه كان جاذبًا للرقبة إلى أسفل وإلى ناحية الإبط.
ويلزم ذلك أن يكون جذبه لها مؤربًا.
وأما إذا تشنج الفردان جميعًا فإن انجذاب الرقبة إلى أحد الجانبين يبطله انجذابها إلى الجانب الآخر وإنما لم يمتد هذا الليف من سناسن الفقرات لئلا يلزم عند تشنج أحد الفردين ميل العنق إلى جهة ذلك الفرد ويلزم ذلك ضيق قصبة الرئة وهو مضاد للغرض من بسط الصدر المقصود بحركة هذا العضل.
إذا الغرض من بسط الصدر هو جذب الهواء إلى داخله وضيق قصبة الرئة معسر لذلك والأولى وهي العضلات التي تحرك الصدر وتبسطه وهذه فيها ما فعلها كذلك متفق عليه عند المشرحين. ومنها ما ليست كذلك.
والثانية: هي التي تسمى عضل الترقوة وهي زوج تحت كل ترقوة عضلة خفية إنما تدرك إذا شيلت تلك الترقوة وهي لحمية تتصل بالترقوة وبالضلع الأول.
واتصالها بالترقوة بالجزء الأصغر المتصل منها بالقص وبالجزء الذي يصعد إلى رأس الكتف وقد وقع في فعل هذا الزوج خلاف بين المشرحين.
والذي ذهب إليه جالينوس وهو الحق أنه ليسط الصدر يجذب الضلع الأول الصغير إلى قرب حد الذي أكبر منه والأولي وهي التي بسطها للصدر متفق عليه فمنا زوج.
قال جالينوس فيه: من شاء أن يجعله عامًا للصدر والكتف فله ذلك ومن شاء أن يجعله خاصًا بالصدر فله ذلك وذلك لأن هذا الجزء الزوج ينشأ كل فرد منه من قاعدة الكتف ويمتد على الصدر حتى يبلغ إلى ضلعين من أضلاع الخلف عند قرب منشأ الأجزاء الغضروفية منها والجزء من هذا العضل الذي عند قاعدة الكتف متوار حتى إنما يرى بعد شيل الكتف وأجزاؤه التي على الصدر غير ملتحمة بل كأنها تنقسم عند كل ضلع إلى عضلة.
وهذا الزوج يبسط الصدر بسطًا عظيمًا وذلك بسبب اتصاله بأضلاع كثيرة منه وجذبه لها إلى قدام وإلى الجانب الوحشي ومن هذه العضل ما ليس كذلك فمن ذلك ما يسمى باسم آخر غير العضل وهو الحجاب وسنذكره في موضعه.
ومنها ما ليس كذلك وهي الزوج الذي ينشأ من الفقرة السابعة من فقار العنق.
ومن الفقرة الأولى والثانية من فقار الصدر ويتصل بأضلاع القص وللصدر زوجان آخران يبسطانه أحدهما يبتدئ من الفقرة الثانية من فقار الرقبة ويمتد إلى أضلاع الخلف ويمر بالموضع المقعر من الكتف.
وثانيهما: أصغر من هذا يبتدئ من الفقرة الأولى من فقرات العنق وتمتد إلى الضلع الخامس ويمر إلى قدام الكتف. والله أعلم.

.البحث الثاني العضلات التي تقبض الصدر:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وأما العضل القابضة للصدر فمن ذلك.
إلى قوله: وأما العضل التي تقبض وتبسط معًا فهي العضل.
الشرح:
العضل التي تقبض الصدر ولا تبسطه منها ما تنسب إلى البطن وهي الأجزاء العالية من العضلات الشاخصة من عضلات البطن وستعرفها.
ومنها ما ليس كذلك فمنها ما هو ممتد مع عضلات الصلب عند أصول الأضلاع وهذه إذا تشنجت جمعت هذه الأصول بعضها إلى مقاربة بعض وشدتها ومنها ما هو ممتد في جنبي عظام القص من داخل من أو له إلى آخره.
فإذا تشنجت ضمت أطراف الأضلاع المتصلة به بعضها إلى مقاربة بعض ومنها العضل الذي يجذب الأضلاع الأخيرة إلى أسفل.
وإنما كانت العضلات القابضة أقل من الباسطة لأن البسط يفتقر فيه إلى تمديد العظام ومفاصلها وذلك لا محالة عسر فلذلك إنما يتم بقوة أخرى وأما القبض فيتم بضم العظام إلى مفاصلها وذلك أسهل من تمديدها إلى خارج لأنه على وفق فعل الأربطة والتمديد على ضد فعلها.
ولما كان القبض يتم بضم العظام إلى مفاصلها لا جرم كان وضع عضله بقرب تلك المفاصل.
قوله: فمن ذلك ما يقبض بالعرض وهو الحجاب إذا سكن القابض حينئذٍ ليس هو الحجاب بل الصدر هو بطبيعته لأن القاسر له على الانبساط إذا بطل فعله عاد هو بنفسه إلى طبيعته.
وأما سكون الحجاب فهو شرط لا سبب ولو صح أن يقال إنه يقبض بالعرض لصح أن يقال ذلك في العضلات الباسطة أيضًا فإن سكون كل واحد منهما شرط في انقباض الصدر بالطبع.
والله ولي التوفيق.